في حق شيخنا وإمامنا وقدوتنا ومربينا الإمام العلم والطود الأشم
لسنا نسميك إجلالا وتكرمة
فقدرك المعتلي،من ذاك يكفينا
إذا انفردت فما شوركت في صفة
فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا
بلغَ الأسَى في الخافِقينَ أشُدَّهُ
ونصيبُ قلبِك منهُ كانَ أشدَّهُ
فكأنَّ رمحَ الرزءِ لمَّا حدَّه
صوتُ النعيَّ بهِ رماك وشدَّه
الصمتُ أبلغ في معانيك التي
ترجو إذا الإعياءُ جاوزَ حدّه
ما للمحاظرِ أطرقتْ في رهبةٍ
والمسجدُ المكلومُ بللَّ خدَّه
للهِ خطبٌ أصبحتْ منهُ الدنا
في حسرةٍ وقوامها قد هدَّه
فاصبرْ إذا اسطعتَ السبيلَ لصبرهِ
والظنُّ أن الصبرَ فارقَ بعدَه
روحِي بروحِي يا سحابةُ صوبَه
ولتسكبِي ماءَ السكينةِ جهده
هذا ابن محمادي الذي بلغ الذرى
حتَّى بكتْ غرُّ المآثرِ فقدَه
يا بهجةَ الجدث الذي قد ضمَّه
في رحبِه جذلاً وأجزلَ رِفدَه
وأرى التراب وقد توسّد عمقه
أروى ظماهُ وردَّ وردًا صلدَه
ما كانَ أعظم في الدنية زهدَه
ما كانَ أوفَى للبريةِ عهدَه
ما كانَ أعذبَ في التخاطبِ شَهده
ما كانَ أصدقَ في التراحمِ وُدَّه
ما كانَ أرفعَ في المآثرِ مجده
ما كان أجزل بالعطية يدَّه
لله ذاك البحرُ أعلى جزرَه
في حِلمه وأفاضَ علمًا مدَّه
يأوي إليه أيُّ قلبٍ شابَه
نزغٌ فيصقلُ بالهدى مسودَّه
كم جاءَ من أقصى المدينةِ مجتد
فينال أقصى ما يؤمل عنده
يا ليلَ طلابَّ العلومِ أعدْ لنا
بعضَ الذي تدرِي وعاودْ سردَه
من كلِّ شاردةٍ جلاَ إعرابَها
ودقيقِ مشتبهاتِ فقهٍ حدَّه.
ومحبَّةٍ صرفٍ أريجُ بخورِها
بالمصطفى في الكونِ أفشَى نَدّه
يا أيها الأهل السماليل اصبروا
فالله يرفد بالكرامة عبده
والباركيون الكرام أحق من
يسدى العزاء له فيبلغ قصده
واللهُ ينزل شيخنا أسنى الرضى
فيصيبُ من نزلِ اللطائفِ بردَه
وينال بالقرآن آلفَ مؤنسٍ
عقبى الذي قد كان يرجو حصدَه
زلفى جوارِ المصطفى حيثُ المنى
يَلقى ويرقى كي يلاقي جدَّه
صلى عليه اللهُ ما سكبَ الحيا
في مقفرٍ مطرًا فأحيَا وردَه.